ما هي الحسابات التي لا تظهر في ميزان المراجعة

محتويات المقال

من المعروف أن إعداد القوائم المالية أي قائمة الدخل وقائمة المركز المالي تتم في نهاية الفترة المالية سواء كانت سنوية أو شهرية، ولا يمكن أن تتم هذه العملية دون أن تسبقها العديد من الخطوات المحاسبية الدقيقة، ولعل أهمها إعداد ميزان المراجعة.

وتعد عملية إعداد ميزان المراجعة أحد أهم خطوات الدورة المحاسبية، والتي تأتي بعد التسجيل في دفتر اليومية، ثم عملية الترحيل إلى دفتر الأستاذ وترصيد الحسابات، حيث يقوم المحاسب بإعداد ميزان المراجعة كخطوة ثالثة ضمن الدورة المحاسبية.

ويعد ميزان المراجعة كشف أو قائمة بالأرصدة المدينة والدائنة، أو المجاميع المدينة والدائنة لكل الحسابات التي تم قيدها وتسجيلها في دفتر الأستاذ، ومن هنا برزت أهمية ميزان المراجعة، وذلك للتأكد من أن جميع أرصدة الحسابات متساوية وفق مبدأ القيد المزدوج.

كما يعد ميزان المراجعة الأساس الذي يتم من خلاله إكمال جميع مراحل الدورة المحاسبية.

وفي هذا المقال سنتناول بالشرح الحسابات المتعلقة بميزان المراجعة.

 

 

الحسابات التي لا تظهر في ميزان المراجعة

ميزان المراجعة عبارة عن  تقرير يشمل جميع الحسابات مع أرصدتها سواء كانت المدينة والدائنة، حيث يتم  الحصول على هذه الحسابات من خلال دفتر الأستاذ، ويجب أن يتساوى مجموع الجانب المدين مع مجموع الجانب الدائن ليتم التأكد من صحة ودقة نتائجه.

ويساعد ميزان المراجعة في تلخيص المعاملات المالية التي تمت دون الحاجة للرجوع  إلى دفاتر اليومية، ولذلك فهو يعد هو الأساس لإعداد الحسابات الختامية.

 كما يساعد أيضَا في عملية اكتشاف الأخطاء عند إعداد الحسابات، وذلك في حالة عدم تساوى الجانب المدين والجانب الدائن.

جديرًا بالذكر أن هناك بعض الحسابات التي لا تظهر في ميزان المراجعة، أي أنها لا تمر بالمراحل التي تمر بها الحسابات التي تدخل في الميزانية، وتشمل هذه الحسابات جميع المعاملات المالية والمحاسبية التي تم قيدها في دفتر الأستاذ العام، ثم يتم قيدها في ميزان المراجعة أيضَا لاحقًا.

وفيما يلي أهم الحسابات التي لا تظهر في ميزان المراجعة:

 

1- حسابات المراقبة

 وهو حساب ملخص في دفتر الأستاذ العام، حيث يحتوي هذا الحساب على إجمالي المعاملات التي يتم تخزينها بشكل فردي في حسابات دفتر الأستاذ الفرعي.

 وهو يستخدم لتلخيص حسابات القبض والحسابات الدائنة،

وفيما يلي أهمية هذه الحسابات:

  • تساعد في سرعة الوصول إلى نتائج الأعمال في  نهاية الفترة المحاسبية.
  • تعتبر هذه الحسابات وسيلة لعملية المراقبة الداخلية، فهي تساعد على تحقيق الدقة، وذلك عن طريق التخصص.
  •  كما تساعد في توفير الرقابة عن طريق المقارنات بين الإجمالي والتفاصيل من ناحية، وبين أداء القائمين على الأعمال من ناحية أخرى.
  • توفر ملخص لجميع البيانات والحسابات التي يتم قيدها في الدفاتر الفرعية.

 

2- الحسابات الأسمية

وهو الحساب الذي تخزن فيه المعاملات المحاسبية لمدة سنة مالية واحدة.

 وهي تتكون من المصروفات التي تتحملها المنشأة في سبيل الإدارة وتحقيق الأهداف، حيث تكون أرصدتها مدينة.

 ويجوز تحويل أرصدتها مباشرة إلى حساب الأرباح المحتجزة، أو قد يتم تحويلها أولاً إلى حساب ملخص الدخل، ثم إلى حساب الأرباح المحتجزة.

 

3- حسابات الرواتب

وهي الحسابات الخاصة بالمعاملات والعمليات المالية المرتبطة برواتب وأجور الموظفين والعمال في المؤسسات والشركات، وغيرها.

 

4- حسابات القبض أو الذمم المدينة

وهي عبارة عن رصيد الأموال المستحقة أو التي يجب دفعها  للشركة أو المؤسسة من قبل العملاء، وذلك في مقابل سلع أو خدمات، تم الحصول عليها عن طريق الائتمان.

ويتم رصد وقيد هذه المبالغ في الميزانية العمومية كأصل.

 

5- الحسابات المؤقتة

 وهو الحساب الذي يتم إغلاقه في نهاية كل فترة محاسبية، ثم تبدأ فترة مالية جديدة برصيد صفر، حيث يتم إغلاق الحسابات لمنع اختلاط أرصدتها مع أرصدة الفترة المحاسبية التالية.

وفيما يلي أهم الأمثلة على الحسابات المؤقتة: 

  • الإيرادات:  أي إجمالي الأموال التي حققتها الشركة أو المؤسسة، ويجب إغلاق الحساب في نهاية السنة  أو الفترة المالية والمحاسبية، حيث يقوم المحاسب في هذه الخطوة بإنشاء حساب مدين يضم رصيد الإيرادات بالكامل.
  • النفقات: وهي حسابات مؤقتة توضح كل ما تم دفعه من أموال ومصروفات على عمليات وأنشطة الشركة، مثل الإعلانات، النقل، التسويق، التخزين، وغيرها من النفقات.
  • حساب ملخص الدخل: وهو يعد حساب مؤقت، حيث تم تحويل  جميع الإيرادات والمصروفات إليه، وبعد إغلاق الحسابين الآخرين، يظهر صافي الدخل في هذا الحساب.

 

6- مخزون رأس المال

وهو يتكون من جميع أنواع الأسهم التي تصدرها الشركة، أي أنه عبارة عن إجمالي عدد الأسهم العادية والأسهم المفضلة المصرح بإصدارها من قبل الشركة أو المؤسسة.

 حيث تحدد قوانين الشركات والمؤسسات مقدار الأسهم التي يجوز إصدارها، بجانب الحد الأقصى للمبلغ أو الاحتفاظ بجزء من الأسهم.

 

7- أرباح الأسهم

وهي المبالغ المالية التي تدفعها الشركة للشركاء والمساهمين، وقد يكون مصدر هذه الأموال الأرباح أو الاحتياطيات.

ويتم توزيع أرباح الأسهم في كثير من الأحيان كل ثلاثة أشهر، ويمكن دفعها نقدًا أو في شكل إعادة استثمار في أسهم إضافية.

كما تُوزّع الأرباح على أساس حصة كل مساهم في الشركة.

 

8- الأرباح المحتجزة

أي مقدار الربح الذي حصلت عليه الشركة بعد دفع جميع المصروفات، بجانب ضرائب الدخل، وأرباح المساهمين.

 أي أنها مقدار أو نسبة صافي الأرباح التي لم توزّعها الشركة على مساهميها سواء كان في صورة مبالغ مالية أو توزيعات أسهم أو خلافه، واحتفظت بها بهدف الاستثمار في المعدات الجديدة، البحث، التطوير، والتسويق، أو لأغراض خاصة بالتوسّع أو سداد الديون. 

 

9- بضاعة نهاية المدة

وهي لا تظهر أو يتم قيدها في دفتر اليومية، بل تكون نتيجة لعملية الجرد أي أنه يتم قيد البضائع والسلع، ثم يتم تقييمها.

ثم يتم قيد ورصد بضاعة نهاية المدة كحسابات مدينة في الميزانية العمومية تحت بند الأصول المتداولة، كما يتم قيدها كحسابات دائنة في حساب المتاجرة.

 

10- الإيرادات المؤجلة

وهي المبالغ المالية  أو المقابل المادي الذي تم الحصول عليه مقابل سلعة، أو بضاعة، أو خدمة لم يتم تقديمها بعد، وهي تعد دين أو التزام قصير الأجل في الميزانية العمومية للشركة، وذلك لحين إتمام تقديمها، ولذلك يتم تسجيلها كرصيد مَدين في الميزانية العمومية.

 

11- المصروفات المكتسبة

 وهي النفقات أو المبالغ المالية التي يتم تسجيلها مقابل خدمات، بضائع، أو سلع تم الحصول عليها، ولكن لم يتم دفع مقابلها المادي، وهي بذلك تعد مستحقة ليتم دفعها لاحقًا بموجب اتفاق أو تعاقد.

 

12- المصروفات المدفوعة مسبقًا

 وهي المبالغ المالية التي يتم دفعها مقدمًا، حيث يتم تسجيلها في ذلك الحين كأصل في الميزانية العمومية، ثم يتم تسجيلها لاحقًا مصروفات بعد تحقيق الإيرادات والأرباح المالية.

 

الحسابات التي تظهر في ميزان المراجعة

تقوم الشركات والمؤسسات بإعداد ميزان المراجعة في نهاية كل سنة مالية أو فترة محاسبية، وذلك لتحديد صافي الدخل التي حصلت عليها المؤسسة نتيجة أنشطتها وعملياتها، بالإضافة إلى نقل الإيرادات والنفقات لقائمة الدخل، الخصوم، والأصول لقائمة المركز المالي.

ويمكن إعداد ميزان المراجعة يدويًا أو من خلال برامج المحاسبة الحديثة والمتطورة، ولكن يشترط أن يراعي الدقة والحذر في إعداده، وذلك للتأكد من توافر كل بنوده وشروطه، لضمان صحة نتائجه.

ويجب أن يضم ميزان المراجعة جانب دائن وجانب مدين، حيث تضم هذه الجوانب الحسابات المدينة والدائنة.

 كما يجب أن يشمل ميزان المراجعة حسابات الأصول، الخصوم، الإيرادات، والمصروفات.

وفيما يلي أهم الحسابات التي تظهر في ميزان المراجعة:

 

المصروفات 

وهي جميع النفقات أو المبالغ المالية التي تقوم الشركة أو المؤسسة بدفعها لأغراض تشغيلية، إنتاجية، إدارية، وغيرها من المصروفات، حيث يتم قيدها وتسجيلها في حساب المدين في ميزان المراجعة.

 

الإيرادات 

 هي المبالغ المالية التي حصلت عليها الشركة نتيجة أنشطتها ومعاملاتها المالية والتجارية، وهناك العديد من الإيرادات مثل إيرادات الاستثمار أو الأصول، إيرادات المبيعات، وغيرها.

كما يتم قيد وتسجيل الايرادات في الجانب الدائن في ميزان المراجعة، بحيث يكون رصيدها دائنًا أيضَأ.

 

الخصوم

وهي مطلوبات الشركة أو المؤسسة أي أنها الديون والالتزامات، وهناك عدة أنواع للخصوم.

الخصوم المتداولة، وهي التي يجب دفعها قبل مرور سنة مالية واحدة، أما الخصوم طويلة الأجل فليس بالضرورة دفعها في خلال سنة مالية، أو فترة محاسبية واحدة.

جديرًا بالذكر أن الخصوم تندرج في الجانب الدائن من ميزان المراجعة.

 

الأصول 

وهي جميع ما تملكه الشركة أو الأفراد من موارد ذات قيمة، كما يقصد بها أيضًا كل ما يمثل حق وممتلكات الشركة.

وتنقسم لقسمين، وهما كالتالي:

الأصول المتداولة: وهي الأصول التي يمكن شرائها بغرض بيعها فيما بعد أو استهلاكها، حيث يتوقع تحويلها لمبالغ مالية، وذلك لسداد الديون أو لتغطية نفقات الأنشطة والاستثمارات.

وتظهر في ميزان المراجعة في الجانب المدين، وذلك في حالة زيادة رصيدها، أما إذا قل رصيدها، فتظهر في الجانب الدائن.

 

ومن أهم أنواع الأصول المتداولة:

  • الأرصدة النقدية
  • العملاء.
  • الأسهم.
  • السندات.
  •  الشهادات البنكية.

الأصول الغير متداولة أو الثابتة: وهي المواد المادية والممتلكات التي لا يمكن تحويلها النقدية، وذلك لأنها موجودة بغرض الاستخدام، مثل المباني، المعدات، الأراضي، وغيرها.

وهي تظهر في الجانب المدين في ميزان المراجعة في حالة شراؤها، أما إذا تم بيعها فتظهر في الجانب الدائن. 

 

الخلاصة 

تقوم جميع الشركات والمؤسسات التجارية بالتأكد من إعداد وتطبيق جميع خطوات ومراحل المحاسبة المالية، ومن ضمن هذه الخطوات مرحلة إعداد ميزان المراجعة سواء كان ذلك بشكل يدوي أو بواسطة أحدث البرامج والأنظمة المحاسبية.

حيث أن وجود أخطاء به سينعكس سلبًا على جميع حسابات وأرصدة الشركة، وهو ما ينعكس على المركز المالي للشركة.

وبعد أن استعرضنا بالشرح حسابات ميزان المراجعة والحسابات التي لا تظهر في ميزان المراجعة، فقد حان الوقت أن تقوم بإعداد ميزان المراجعة الخاص بنشاطك المالي أو التجاري، والتأكد من توافر جميع بنوده ومكوناته، وضمان وجود جديع الحسابات التي تظهر به.

وإذا كنت ستقوم بإعداده عن طريق البرامج المحاسبية المتخصصة، فيجب أيضَا أن تكون على دراية بمفهومه وأهميته، ومعرفة جميع مكوناته وحساباته سواء التي تظهر أو لا تظهر به، وهو ما يهدف له هذا المقال.

مقالات ذات صلة