تسعى الشركات باستمرارٍ إلى زيادة حجم أعمالها حتى تجني مزيدًا من الأرباح وتمتلك مزيدًا من الأصول، حيث تعتبر الأصول أحد أهم متطلّبات تشغيل الشركة وتأمين مستقبل عملياتها. تُساهم الأصول في الإنتاج وتوليد الأرباح طوال فترة امتلاك الشركة لها، كما تُعتبر مستودعًا للقيمة يمكن الحصول من خلاله على سيولة نقديّة إذا تطلّب الأمر. نتعرّف في هذه المقالة على نوعي الأصول المختلفَين: الأصول الثابتة والأصول المتداولة.
أهمّ النقاط
- الأصول الثابتة تُستخدم في الإنتاج ولا يمكن إسالتها في أقل من عام.
- الأصول المتداولة تكون إما في شكل سيولة نقديّة أو في شكل أصلٍ سهل الإسالة.
- يُمثّل مخزون الشركة من سلعٍ ومواد خام ومنتجات في مرحلة التصنيع أصولًا متداولة، حيث يُتوقّع تحوّله إلى سيولة نقديّة في أقل من عام.
- توفّر الأصول المتداولة مصدر تمويل لالتزامات الشركة على المدى القصير، في حين تغطي الأصول الثابتة تلك الالتزامات على المدى الطويل.
نظرة عامة على الأصول الثابتة والمتداولة
تنقسم أصول الشركات إلى قسمين أساسيّين هما الأصول الثابتة والمتداولة، واللّذان يختلفان في بعض خصائصهما مثل إمكانيّة إسالتهما والسرعة التي تتمّ بها عمليّة الإسالة، كما تنقسم الأصول الثابتة بدورها إلى أصولٍ ملموسة وأصولٍ غير ملموسة. تُعرف الأصول الثابتة أيضًا بالأصول الرأسماليّة، كما يُشار إلى الأصول المتداولة أحيانًا باسم الأصول الحالية أو الجارية أو السائلة.
الأصول الثابتة والمتداولة في الميزانية العمومية والقوائم المالية
الأصول الثابتة في الميزانيّة والقوائم الماليّة
تظهر الأصول الثابتة في الميزانيّة تحت بند الممتلكات والمصانع والمعدّات، كما تظهر هذه الأصول في الميزانيّة عند شرائها وفي حالات بيعها أو إهلاكها. بالإضافة إلى تسجيل القيمة الأصليّة للأصول، تُظهر قوائم الشركة الماليّة أيضًا ما يطرأ على الأصول الملموسة من إهلاك والأصول غير الملموسة من استهلاك؛ موضِّحةً القيمة الدفتريّة الصافية للأصل والتي على الأغلب تكون أقلّ من قيمته الأصليّة.
الأصول المتداولة في الميزانيّة والقوائم الماليّة
قد تُدرج الأصول المتداولة في القوائم الماليّة في صورة حسابات متداولة أو أصول سائلة جاهزة للبيع تَحتفظ بها الشركة في صورة مخزون. تضمّ الأصول المتداولة أيضًا أسهم الشركة وودائعها وشهادات استثمارها، بالإضافة إلى الأموال المَدينة للشركة من المستهلكين والمُتوقَّع تحصيلها خلال عامٍ أو أقل.
قد يهمك أيضا: ما هو معدل دوران الأصول وكيفية حسابه
مقارنة بين الأصول الثابتة والأصول المتداولة
الأصول الثابتة | الأصول المتداولة |
عادةً ما يحتاج تحويل الأصول الثابتة إلى سيولة نقديّة أكثر من عام. | تتخّذ الأصول المتداولة صورة السيولة النقديّة في بعض الحالات، و في حالة كانت تتّخذ صورة أخرى فيسهل تحويلها من تلك الصورة إلى سيولة في فترة لا تتجاوز العام. |
يُستفاد من الأصول الثابتة في تغطية مصروفات الشركة على المدى الطويل. | تظهر أهميّة الأصول المتداولة في تغطيتها مصروفات والتزامات الشركة على المدى القصير. |
تُستخدم الأصول الثابتة في عمليّة الإنتاج. | قد تنتُج الأصول المتداولة عن عمليّة الإنتاج أو البيع، كما تُستخدم في المهمّات اليوميّة للشركة. |
تتأثّر قيمة الأصول الثابتة بالإهلاك أو الاستهلاك ويعاد تقييمها دوريًّا للوقوف على قيمتها الحقيقيّة في السوق. | عادةً ما تتحدّد قيمة الأصول المتداولة بناءً على سعر السوق، ولذلك لا تخضع لإعادة التقييم غالبًا. |
لا يُمكن رهن الأصول الثابتة. | يُمكن رهن الأصول المتداولة بسبب سهولة تحويلها إلى سيولة نقديّة. |
عادة ما يتطلّب الإبقاء على الأصول الثابتة مصروفاتٍ ثابتة. | تتغيّر تكلفة الإبقاء على الأصول المتداولة تبعًا للتغيّرات في أسعار السوق. |
في حالة بيع الأصول الثابتة، ينعكس تأثير المكسب أو الخسارة على حسابات أصول الشركة. | عند بيع الأصول المتداولة، ينعكس المكسب أو الخسارة على حسابات إيرادات الشركة. |
اقرأ ايضا: ما هي الحسابات التي تقفل في حساب الأرباح والخسائر
أمثلة على الأصول الثابتة والمتداولة
الأصول الثابتة
تُشير الأصول الثابتة إلى كلّ ما تستخدمه الشركة في توليد إيرادات مثل الأراضي والمصانع ومعدّات الإنتاج ووسائل النقل باعتبارها أصولًا ثابتة ملموسة، وحقوق الملكيّة الفكريّة أو رخص استخدام النُظُم والتطبيقات باعتبارها أصولًا ثابتة غير ملموسة. تشمل الأصول الثابتة الملموسة أيضًا كلّ ما يستخدمه أيّ من العاملين في الشركة من أجهزة وأثاث وكلّ ما يستخدم للإنتاج ويتوقّع امتلاكه عمرًا إنتاجيًا يتجاوز العام.
الأصول المتداولة
من ناحيّة أخرى، تشير الأصول المتداولة إلى السيولة الماليّة في حوزة الشركة بالإضافة إلى أيّة أصول يتوقّع أن تتحوّل إلى سيولة خلال فترة عامٍ أو أقل. من أبرز أمثلة الأصول المتداولة -بجانب ما تمتلكه الشركة من سيولة- حسابات الشركة المَدينة واستثماراتها قصيرة الأمد وودائعها، بالإضافة إلى ما تمتلكه الشركة في مخزونها من منتجات مُصنّعة أو قيد التصنيع.
أيّ أنواع الأصول أفضل للشركات؟
تتفاوت إجابة هذا السؤال إلى حد كبير اعتمادًا على حجم عمليات الشركة ونوع نشاطاتها ووضعها بشكلٍ عام، لكنّ الحلّ الأمثل سيكون في الموازنة بين نوعي الأصول وعدم الاعتماد التام على أحدهما دون الآخر مع أخذ احتياجات الشركة في الاعتبار.
على سبيل المثال وبالنسبة للشركات المقدِّمة لخدمات، قد لا تحتاج إلى أصول ثابتة كثيرة بقدر احتياجها إلى أصول متداولة تغطي تكاليف الاستمرار في تقديم خدماتها. على الجانب الآخر فعلى الأغلب ستحرص الشركات المقدِّمة لمنتجات على زيادة ما تمتلكه من أصول ثابتة، لاعتماد أرباحها بشكلٍ أساسي على ما تنتجه هذه الأصول.
خاتمة
تتفرّع ممتلكات أيّ شركة إلى أصول ثابتة وأصول متداولة، ويتمثّل الفارق الأساسي بين النوعين في مدى سهولة تحويلهما إلى سيولة نقديّة. تُستخدم الأصول الثابتة في الإنتاج وتمتلك عمرًا إنتاجيًا يتجاوز العام، في حين تأخذ الأصول المتداولة صورة سيولة نقديّة أو ممتلكات يسهل تحويلها إلى سيولة خلال مدّة أقل من عام.
من أبرز أمثلة الأصول الثابتة الآلات والمعدّات ووسائل النقل المستخدمة في الإنتاج، في حين تعتبر السيولة النقديّة والاسثمارات قصيرة الأمد من أبرز أمثلة الأصول المتداولة. من الضروري امتلاك أصول متداولة كافية لتغطيّة التزامات الشركة وإلّا ستكون في وضع حرج أمام الدائنين، كما أنّ الأصول الثابتة تمثّل رأس مال الشركة وهي أساسيّة لعمليّة الإنتاج؛ لذلك ينبغي الحرص على الموازنة بينهما.