الفرق بين الأساس النقدي وأساس الأستحقاق

محتويات المقال

حسابات شركتك في حاجة إلى متابعة دائمة سواء كانت مقبوضات ومدفوعات أم إيرادات ومصروفات. مع ذلك، قد يحدث تداخل في الحسابات بين الفترات المحاسبية ينتج عنها خلط أو خطأ في الدفاتر. مع البحث، ستجد أن الحسابات تعتمد على أساسين، أحدهم يُستخدَم من قاعدة كبيرة من المحاسبين والآخر فئة قليلة تلجأ إليه. فما هو أساس الاستحاق المحاسبي والأساس النقدي؟ وأيهما يعود بنفع أكبر على شركتك من ناحية الدقة وكفاءة؟ 

 

نقاط سريعة (المختصر المفيد)

  • أساس الاستحقاق في المحاسبة هو قاعدة يمكن تطبيقها على النظام المحاسبي بالكامل لكل المعاملات التجارية التي ينطبق عليها شرط الاستحقاق، وأن تكون المعاملة ضمن الفترة المحاسبية والتاريخ المفترض وقوع الإجراء فيه.
  • أساس الاستحقاق لا ينظر إلى وقوع العملية أو عدم وقوعها. فكل ما هو مستحق يتضمنه النظام وكل ما هو غير مستحق وإن تم دفعه أو استلامه يعتبره النظام ضمن المؤجل.
  • مبدأ المطابقة لا غنى عنه في أساس الاستحقاق حيث يربط بين الإيرادات والمصروفات ذات الصلة ببعضها، فيمكن معرفة الأرباح الناتجة عن كل أصل وكل عملية تجارية بسهولة.
  • يرتبط أساس الاستحقاق بالصورة الكاملة للموقف المالي حيث يتميز بالدقة والشفافية، فأي قرار مالي مستقبلي يعتمد على محاسبة دقيقة تعتمد على هذا الأساس.
  • الأساس النقدي هو أساس محاسبي يعتمد على المصروفات والإيرادات الفعلية التي تمت من خلال إجراءات صحيحة، سواء اكتملت قبل التاريخ المتفق عليه أو بعده.
  • من خلال الأساس النقدي، تتعامل الشركة مع الأموال المتاحة في الخزائن والأرصدة البنكية، مما يجعلها على معرفة بالمتاح من أموال حاليًا، مما يجعل كل قرار مالي لحظي سهل التقييم والتنفيذ.
  • المحاسبة على أساس الاستحقاق تتميز بالدقة بالمقارنة بالأساس النقدي، فتتناول جميع المعاملات النقدية وغير النقدية.

اقرأ ايضا: ما هي الحسابات التي تقفل في حساب الأرباح والخسائر

 

 

ما هو أساس الاستحقاق؟

أساس الاستحقاق هو أساس محاسبي يعتمد على تسجيل الإيرادات التي استحُقَ استلامها والمصروفات المستحقة الدفع خلال فترة محاسبية معينة بغض النظر إذا كان وقع التبادل التجاري أم لم يقع. مبدأ الاستحقاق كمفهوم يعتمد على أحقية عملك في استلام أموال طبقًا لتواريخ محددة أو وجوب دفع مبالغ معينة تبعًا لمواعيد معينة بالرجوع إلى الاتفاق بينك وبين الأطراف الأخرى.

 

بهذا يضمن هذا الأساس تسجيل جميع المعاملات سواء كانت نقدية أم غير نقدية. كما أن أية مصروفات مدفوعة وإيرادات مستلمة ولم يأت ميعاد استحقاقها بعد لا تدخل في الحسابات. لهذا يطبق أغلب المحاسبين هذا الأساس لأنه أكثر دقة وكفاءة مقارنة بالأساس النقدي.

 

لتقديم مزيد من الفهم، نطبق أساس الاستحقاق على المثال التالي:

شركة تدفع إيجار سنوي لمالك مقرها الدائم 24,000 دولار. مع بداية عام 2019، دفعت للمالك مبلغ 48,000 دولار عن عامي 2019 و2020 مقدمًا. بلغت مصروفات الشركة خلال عام 2019  26,000 دولار أمريكي، بينما بلغت إيرادات العام 100,000 دولار. فما هي الأرباح والخسائر لعام 2019 في حالة تطبيق أساس الاستحقاق؟

 

الحل:

بناءً على أساس الاستحقاق، لا يتم أخذ الإيجار الخاص بعام 2020 في الحسبان لأنه لم يستحق بعد ويقع خارج الفترة المحاسبية. يصبح إجمالي المصروفات = 50,000 دولار أمريكي. وبلغت إيرادات السنة 100,000 دولار. يصبح الصافي= 100,000 – 50,000 = 50,000 ربح.

 

 

ما هو الأساس النقدي؟

الأساس النقدي هو أساس محاسبي يتفاعل مع المعاملات التي تم استلام مستحقاتها أو تم دفعها فقط سواء كانت تابعة للفترة المحاسبية أم غير تابعة لها. كل معاملة مستحقة لا يمكن تسجيلها ما دام لم تُصرف أو تستلم في شكل نقدي أو تحويل بنكي، فهي لم تدخل فعليًا كنقد إلى الحساب لهذا لا تسجل.

 

عند تناول نفس المثال السابق مع تطبيق الأساس النقدي، يصبح الحل كالتالي:

بناءً على الأساس النقدي، سيتم أخذ الإيجار الخاص بعام 2020 في الحسبان لأنه تم استلامه بغض النظر عن موقعه الفترة المحاسبية. يصبح إجمالي المصروفات = 74,000 دولار أمريكي. وبلغت إيرادات الفترة المحاسبية 100,000 دولار. يصبح الصافي= 100,000 – 74,000 = 26,000 ربح.

 

 

الفرق بين أساس الاستحقاق والأساس النقدي

توجد فروق عديدة بين أساس الاستحقاق والأساس النقدي يمكن تناولها على حدة في النقاط التالية:

1- نوع العمليات المسجلة

بناء على أساس الاستحقاق، يسجل المحاسب العمليات النقدية وغير النقدية، والتي تشمل نشاطات تجارية مثل تبادل الأصول وعمليات الاستحواذ وتبادل السندات وغيرها. أما بالنسبة للأساس النقدي، فيسجل العمليات النقدية فقط.

 

2- المعايير المتبعة

أساس الاستحقاق يتبع معايير محاسبية دولية مثل IFRS وGAAP. فبينما تعد IFRS معايير يُطلب تطبيقها في أغلب دول العالم لمرونتها وعمليتها، تجد الشركات الأمريكية ملتزمة بمعايير GAAP. أما في حالة الأساس النقدي، فلا توجد معايير محاسبية محددة يلتزم بها المحاسب. 

 

3- مقدار الانتشار والاستخدام

لفاعلية أساس الاستحقاق وشموله لكل المعاملات المستحقة الخاص بالفترة المحاسبية الحالية، أصبح أكثر الأساسين انتشارًا واستخدامًا. بينما أصبح الأساس النقدي غير مُجدي بشكل كافي في نظر الكثيرين وقد يؤدي إلى وقوع أخطاء أو تضارب في الأرقام. 

 

4- درجة الصعوبة

رغم عمليته، يرى محاسبون كثيرون أساس الاستحقاق كأساس يشوبه التعقيد بعض الشيء. حيث يحتاج إلى ملاحظة دقيقة لتجنب إغفال معاملات مدفوعة عند وقت الاستحقاق. أما الأساس النقدي، فيسجل كل مدفوع ومصروف بغض النظر عن الفترة المحاسبية التي تُنسب إليها المعاملة.

 

5- الأسلوب المتبع لإعداد قائمة التدفقات النقدية

يطبق الأساس النقدي الطريقة المباشرة لإعداد قائمة التدفقات النقدية، بينما ينفذ أساس الاستحقاق الطريقتين المباشرة وغير المباشرة لأنه يأخذ في الاعتبار العمليات غير النقدية.

 

 كيفية الحساب علي أساس الاستحقاق

يتم الحساب علي أساس الاستحقاق بناء على مبدأ المطابقة Matching Principle. وهو المبدأ الذي يكشف عن مدى ربحية الشركة من خلال ربط الإيرادات بالمصروفات ذات الصلة ببعضها البعض في نفس الفترة المحاسبية. يضمن هذا المبدأ الاتساق في القوائم المالية المختلفة وبياناتها. منها قائمة الدخل، الميزانية العمومية، الخ. كما يمنع مبدأ المطابقة حدوث تبكير للنفقات وانخفاض صافي الدخل عن الفعلي أو تأخير النفقات وارتفاع الدخل الصافي عن الفعلي لفترة من الوقت. 

 

اقرأ ايضا: ما هي شجرة الحسابات وكيفية إنشائها مع نموذج عملي

 

مميزات وعيوب المحاسبة علي أساس الاستحقاق

رغم تطبيق المحاسبة على أساس الاستحقاق في أغلب الشركات، إلا أنه أساس له عيوبه فضلًا عن مميزاته. فقبل أن تقرر تطبيق أساس الاستحقاق، ينبغي أن تعرف ما للأساس من مميزات وما له من جوانب ينبغي أخذ حذرك منها عند التنفيذ. 

 

مميزات المحاسبة على أساس الاستحقاق

1- معرفة تامة بالإيرادات والمصروفات بالمستقبل

الصورة الكاملة للموقف المالي هي أهم ميزة توفرها المحاسبة على أساس الاستحقاق. حيث لا تتداول فقط المصروفات والإيرادات النقدية والعلاقة بينها، ولكنه يتعامل أيضًا على حسابات الدائنين والمدينين أو بصيغ أخرى أوراق الدفع وأوراق الصرف. فتحقق مزيد من الشفافية والوضوح للوضع المالي والقدرة على التخطيط للمستقبل.

 

2- تضمين إهلاك الأصول

تَبَنْي أساس الاستحقاق يؤدي إلى حساب الضرائب المستحقة رغم عدم استلام الإيرادات الخاصة بها، إلا أن هذا الأساس يقلل أيضًا من قيمة الضرائب فتنخفض نتيجة تطبيق قيمة الإهلاك على بعض الأصول الثابتة.

 

3-قيمة الضرائب السنوية تصبح أقل

الضرائب غير مفروضة على كل الإيرادات، لأن ما يدخل خزينة شركتك من إيرادات غير مستحقة لا يتعرض إلى المساءلة الضريبة إلا عند استحقاقه في الفترة المحاسبية الخاصة به. بهذا يصبح لدى شركتك نقد لم تدفع عليه ضرائب في فترات محاسبية أخرى. وجود النقد لفترة أكبر يعطي شركتك فرصة للاستثمار أو العمل على منتج جديد أو شراء مواد خام جديدة وغيرها من سبل التطوير.

 

4- مناسبة للأعمال التي تتعامل بالبطاقات الائتمانية

إذا كانت شركتك تقبل أو تستخدم البطاقات الائتمانية، فالمحاسبة على أساس الاستحقاق هو الأنسب بالنسبة لها، حيث تستغرق البيانات المستندة إلى الائتمان وقتًا إلى أن تصل إلى الحسابات. فعلى سبيل المثال، يسهل ربط مصروفات الأصول بمنافعها.

 

5- متابعة أفضل للالتزامات

كل فاتورة مستحقة الدفع هي التزام ينبغي على شركتك تسجيله بناءً على أساس الاستحقاق لأنه يقر به قبل الدفع لتطبيق الدقة. كما تميز محاسبة الاستحقاق بين الأصول والالتزامات من خلال الاحتفاظ بسجلات حديثة للعناصر تحدد إلى أي الفئتين تنتمي وتواريخ استحقاقها.

 

6- مراقبة الإيرادات والمصروفات لحظة بلحظة

لأن تسجيل المعاملات يعتمد على مواعيد الاستحقاق لا على طبيعة الإجراء، ستتضمن القيود والسجلات أرصدة الحسابات التي تكشف عن الصافي من الربح والخسارة في أي لحظة.

 

عيوب المحاسبة على أساس الاستحقاق

1- تحتاج إلى عمل أكثر من الأساس النقدي

لأن أساس الاستحقاق لا يتعامل مع المدفوعات والإيرادات غير المستحقة، سيتضمن مسك الدفاتر مهام أكثر وخطوات أطول، لهذا سيحتاج الموقف إلى توظيف ماسك دفاتر يؤدي هذه المهام. حيث سيصعب عليك أدائها بنفسك إلى جانب بقية المهام المحاسبية. فأساس الاستحقاق تكاليفه أكبر لأنه يتطلب اللجوء إلى موظفين وأدوات محاسبية داعمة.

 

2- لا يعكس النقد المتاح في شركتك

يظهر هذا العيب في حالة الإيرادات بالأخص. فقد يوجد ما تم استحقاقه منها ولم يتم استلامه وتابع للفترة المحاسبية، بناءً على أساس الاستحاق يتم تسجيله. 

 

3- دفع ضرائب على إيرادات غير مستملة

تبني هذا الأساس يؤدي إلى دفع الضرائب طبقًا للفترة المحاسبية وجميع إيراداتها المستحقة. فرغم أن ليست كل إيراداتك المستحقة مستلمة، ستدفع الضرائب التابعة لها.

 

4- صعوبة المحاسبة على أساس الاستحقاق

التعقيد الذي قد يصاحب أساس الاستحاق قد يؤدي إلى استهلاك وقت أكبر. إلا أن هذا التعقيد يزول أثره بتوظيف ماسك دفاتر مؤهل وبرنامج محاسبي متكامل.

 

 

مميزات وعيوب المحاسبة علي الأساس النقدي

قد يُطبَق الأساس النقدي ويكون له مميزات أكبر من أساس الاستحقاق، كما توجد حالات أخرى قد يسبب فيها الأساس النقدي خسارة كبيرة لشركتك. في التالي نتناول أهم مميزات وعيوب الأساس النقدي.

 

مميزات الأساس النقدي

1- الإحاطة بالنقد المتوفر وتحكم أكبر في التعاملات المالية

يساعدك الأساس النقدي في معرفة الأموال المتاحة في شركتك في أي وقت بغض النظر إن كان في أول أو وسط أو نهاية الفترة المحاسبية. بناءً عليه تستطيع تحديد ما يمكن تغطيته من مشتريات أو التزامات أو غيرها، مما يجعل كل قرار شراء أو صرف للأموال مبني على أساس واقعي لا افتراضي.

 

  2- عدم سداد الضرائب يصبح أقل خطورة 

الضرائب لن تُطَبق إلا بعد تحصيل الإيرادات وإن استحق استلامها. هو ما يجعل سداد الضرائب مرتبط بالتحصل على الإيرادات.

 

3 – أساس مناسب للشركات المعفاة من الضرائب وغير المالكة لأي مخزون

غالبية الشركات الصغيرة تطبق الأساس النقدي لأنه أكثر فاعلية ومباشر بصورة أكبر من أساس الاستحقاق. ولأن الإيرادات ستكون أقل من الحدود المفروضة عليها الضرائب أو عمر الشركة في سوق العمل أقل من الأعمار المُعرضة للضرائب. كما توجد بعض الشركات لديها كميات قليلة من مخزون وهو ما يترجم إلى رصيد منخفض، فيصبح جزء من المؤن ومستلزمات الشركة فقط. فيصبح متابعة التدفق النقدي أسهل.

 

4 – محاسبة مثالية للشركات التي لا تقبل التعامل ببطاقات بنكية

إلى الآن، قد توجد بعض الشركات لا تتعامل ببطاقات الائتمان أو الخصم المباشر. هذه الشركات لا تتحمل أية التزامات أو مسؤوليات متعلقة بالاستحقاقات الخاصة بهذه البطاقات. لذا الأساس النقدي هو الأنسب لها والأسهل.

 

عيوب الأساس النقدي

1- عدم عرض صحة الشركة المالية بدقة

تسجيل التدفق النقدي بغض النظر إذا كان  موعد استحقاقه قد مضى أو لم يأت بعد، فلا توضح الصورة كاملة لشركتك عند استلام إيراداتها أو دفع مصروفاتها. غياب حسابات أوراق الدفع وأوراق القبض، التي يمكن التعامل بها من خلال أساس الاستحقاق، تؤدي إلى عدم مرونة الأساس النقدي. فيكون الشركة لديها أموال عند العملاء لم تستلمها بعد، فلا تتعامل بها كأنها غير موجودة. قد يؤدي هذا إلى صعوبة فهم الوضع المالي الحالي لشركتك، مما يتسبب في تناقضات كبيرة.

 

2- انخفاض الدقة لما يتعلق بالالتزامات والأصول

قد يتسبب الأساس النقدي في إسقاط معلومات هامة متعلقة بفواتير شركتك غير المدفوعة والالتزامات الخاصة بها. قد يتسبب هذا أيضًا عن غير قصد في إغفال مصاريف متعلقة ببعض الأصول. كما قد يسمح الأساس بالتلاعب بالنتائج المحاسبية من خلال عدم صرف الشيكات المستلمة أو تغيير مواعيد الدفع لالتزاماتها.

 

3- أساس محاسبي لا يناسب جميع الشركات

رغم إمكانية تطبيقه مع العديد من الشركات كما ذكرنا في القسم الفرعي الخاص بالمميزات، إلا أن هذه الشركات لا تمثل الغالبية العظمى في سوق العمل. فهو لا يتميز بالمرونة عكس أساس الاستحقاق، والذي يتفاعل مع كل موقف بنقل المبالغ من حسابات أوراق القبض وأوراق الدفع إلى خزينة الشركة أو الموردين.

 

4- صعوبة نقل الحساب إلى أساس الاستحقاق

إذا شرعت شركتك في تطبيق الحسابات على الأساس النقدي، سيصعب عليها الانتقال إلى أساس الاستحقاق، فقد يؤدي ذلك إلى سوء الإدارة المالية.

 

5- احتمالية التضليل

يظهر هذا العيب مع الإيرادات غير المستحقة بالأخص، حيث تدخل ضمن الأموال المستلمة ويمكن تضمينها عند مراجعة كشوف الحسابات. فتظهر الأرباح أكبر من المفترض أن تكون عليه.

 

الخلاصة

بعد قراءتك لهذا المقال، يمكنك الآن اختيار الأساس المحاسبي الأنسب لظروف شركتك وطبيعة عملها وعملائها ومورديها. فإذا كانت لا تتعامل بالبطاقات المصرفية، فالمحاسبة على الأساس النقدي هي الأنسب بلا شك. أما في حالة أن شركتك تبحث  دائمًا عن الإيرادات والمصروفات المستحقة لمعرفة وضعها لحظة بلحظة، إذًا تطبيق المحاسبة على أساس الاستحقاق هو الحل المثالي.

مقالات ذات صلة